السبت، 26 نوفمبر 2016

اللغة

اللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة. وبدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي. وترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني. ومن خلال اللغة تحصل الفكرة فقط على وجودها الواقعي . كما ترمز اللغة إلى الأشياء المنعكسة فيها، فاللغة هي القدرة على أكتساب واستخدام نظام معقد للتواصل وخاصة قدرة الإنسان على القيام بذلك, واللغة هي أحد الأمثلة المحددة من هذا النظام , وتسمى الدراسة العلمية للغة بعلم اللغويات.
هناك تساؤلات حول فلسفة اللغة نوقشت من قبل جورجياس وبلاتو في اليونان القديمة مثل ما إذا كان للكلمات يمكن أن تعبر عن خبرة ما, فيقول بعض من المفكرين مثل روسو أن اللغة نشئت من العواطف, بينما آخرون مثل كانت يرى أنها نشئت من التفكير العقلاني والمنطقي, ومن فلاسفة القرن الـ20 مثل ويتينستاين قد قال بأن الفلسفة هي حقا دراسة اللغة , وتشمل الشخصيات الرئيسية في علم اللغويات فرديناند دي سوسير, ونوم نشومسكي, وويليام ستوكيو.
يتفاوت تقدير عدد اللغات في العالم بين 5000 و 7000 لغة, ومع ذلك فإن أي تقدير دقيق يعتمد جزئيا على التمييز التعسفي بين اللغات واللهجات, فاللغات الطبيعية تكون إما لغة منطوقة أو لغة الإشارة , ولكن يكن ترميز أي لغة إلى وسائل الإعلام الثانوية باستخدام المنبهات السمعية والبصرية أو اللمسية على سبيل المثال, في الكتابة التصويرية, أو طريقة بريل للمكفوفين, أو الصفير, وهذا لأن لغة الإنسان هي لغة مستقلة. ويمكن لمصطلح "اللغة" عندما يستخدم على المفهوم العام أن يرجع الى القدرة الإدراكية لتعليم واستخدام نظام التواصل المعقد, أو إلى وصف مجموعة من القواعد التي تشكل هذه الأنظمة, أو مجموعة من التصريحات التي يمكن أن تنتج من تلك القواعد اعتمادا على وجهات النظر الفلسفية المتعلقة بتعريف اللغة والمعنى, فتعتمد جميع اللغات على عملية صيرورة العلامات لتشير إلى معاني معينة فتحتوي اللغة المشلفهة أو المنطوقة ولغة الإشارة على نظام صوتي يتحكم بكيفية استخدام الرموز لتشكيل سلاسل تعرف باسم الكلمات أو الصرفية, و نظام نحوي والذي يتحكم بكيفية الجمع بين الكلمات و الصرف لتشكل العبارات والأقوال.
لدى لغة الإنسان خصائص عديدة كالإنتاجية, والتكرار, و الإزاحة ,والتي تعتمد على الاتفاقية الاجتماعية والتعلم. فهي بنية معقدة تتيح الحصول على مجموعة أوسع بكثير من العبارات من أي نظام معروف من التواصل الحيواني, ويعتقد أن اللغة قد نشأت عندما بدأت كائنات شبيهة بالإنسان في وقت مبكر بالتغيير تدريجيا في نظم التواصل الرئيسية، واكتساب القدرة على تشكيل نظرية العقول الأخرى والقصد المشترك، ويعتقد أن هذا التطور في بعض الأحيان قد تزامن مع زيادة في حجم المخ، ويرى الكثير من اللغويين هياكل اللغة بأنها تطورت لتخدم وظائف تواصلية واجتماعية محددة, فتتم معالجة اللغة في العديد من المواقع المختلفة في الدماغ البشري، ولكن خصوصا في مناطق بروكا وفيرنيك, ويكتسب البشر اللغة من خلال التفاعل الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة، و يتحدث الأطفال عموما بطلاقة عندما يبلغون ما يقرب الثلاث سنوات من العمر,واستخدام اللغة متأصل في ثقافة الإنسان, بالإضافة إلى استخداماته للتواصل بشكل صارم، و ايضا للغه العديد من الاستخدامات الاجتماعية والثقافية، مثل الدلالة على هوية المجموعة، و الطبقات الاجتماعية، وكذلك الاستمالة الاجتماعية والترفيهية.
تتطوراللغات وتتنوع مع مرور الوقت، ويمكن إعادة تاريخ تطورها وبنائها من خلال مقارنة اللغات الحديثة لتحديد سمات لغات أجدادهم التي يجب أن تكون من أجل المراحل التنموية التي يمكن ان تحدث في وقت لاحق, ومن المعروف أن مجموعة من اللغات التي تنحدر من سلف مشترك تندرج كلغة الأسرة مثل عائلة الهندو أوروبية وهي الأكثر انتشارا والتي تشمل لغات عدة مثل الإنجليزية والروسية والهندية, والأسرة بين الصين والتبت، والذي تتضمن الفصحى واللغات الصينية الأخرى، والتبت, وعائلة الأفرو آسيوية، والتي تشمل العربية والصومالية، والعبرية. أيضا لغات البانتو والتي تشمل السواحلية، والزولو، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء أفريقيا. ولغات مالايو-البولينيزية، والتي تشمل الإندونيسية والماليزية والتغالوغ، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء المحيط الهادي. و لغات أسرة درافيديون التي غالبا يتحدث بها جنوب الهند والتي تشمل لغة التاميل والتيلجو. يذهب التوافق الدراسي إلى أن ما بين 50٪ و 90٪ من اللغات التي يتحدث بها في بداية القرن ال21 على وشك أن تنقرض بحلول عام 2100.

تعاريف اللّغة

عرف القدماء اللّغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطيع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي‏، وأن تعريف اللّغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان‏.‏ فاللّغة هي الإنسان،‏ وهي الوطن والأهل، واللّغة هي نتيجة التفكير‏. و‏ هي ما يتميز بها الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل والعقل كالكهرباء تعرفه بأثره‏،‏ ولا ترى حقيقته‏ .‏ عرّف علماء النفس اللّغة، فرأوا أنها مجموعة من إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها، و التي يمكنها تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا، وذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ
النحو هو علم بأصول مستنبطة من كلام العرب، يعرف بها أحكام الكلمات العربيّة حال إفرادها وتركيبها وما يتبعها . وهناك قول مأثور على علم النّحو (النّحو في الكلام كالملحِ في الطّعام). يعتبر وسيلة في تعلّم اللّغة وهو التغيير الذي يتناول صيغة الكلمة وبِنْيتها، لإظهار ما في حروفها من أصالة، أو زيادة، أو حذف، أو صحة، أو إعلال، أو إبدال، أو غير ذلك من التغيير الذي لا يتصل باختلاف المعاني . أو هو علم بأصول يُعرف به تغيير أواخر الكلام إعرابا وبناء . وهو تغيير أحوال الكَلِم العربيّة إفراداً وتركيباً. وقال أحمد بن علي ابن مسعود في علم الصرف : (اعلم أن الصرف أم العلوم والنحو أبوها ويقوى في الدرايات داروها ويطغى في الروايات عاروها)
تنقسم لغات العالم إلى عائلات لغوية، كاللغات الأفريقية الآسيوية واللغات الهندية الأوروبية، حيث تحوي كل منها عددًا من اللغات ذوات الأصول والخصائص المتشابهة. قائمة اللغات حسب عدد متحدثيها: توضح أهم اللغات انتشارا.
تستمد الكلمة باللغة الانجليزية بالأساس من بروتو الهندية الأوروبية "نطقا, وخطابا, ولغة" من خلال اللغة اللاتينية واللغة الفرنسية القديمة.وتستخدم الكلمة احيانا لتشير الى رموز, والاصفار, وأنواع أخرى من برامج التواصل المصطنع مثل, لغات الكمبيوتر المحددة رسميا لبرمجة الكمبيوتر بخلاف اللغات البشرية التقليدية, ففي هذا المعنى هي لغة رسمية ونظام من الإشارات لترميز المعلومات وفكها, فيهتم هذا المقال خصيصا بخصائص اللغة البشرية الطبيعية كما درست في انضباط اللغويات.
وكهدف من دراسة لغوية, لدى "اللغة" معنيان أساسيان, مفهوم مجرد و نظام لغوي معين , على سبيل المثال "اللغة الفرنسية" حيث قام العالم اللغوي السويسري فيردياند ديسواسور الذي عرف انضباط اللغويات الحديث بوضع التمييز باستخدام الكلمة الفرنسية " langag” للغة كمفهوم ,و langue كمثل معين لنظام اللغة, و parole أي الخطاب لاستخدام محدد لأي حديث في لغة معينة. يمكن استخدام تعريفات تؤكد جوانب مختلفة من هذه الظاهرة عند التحدث عن اللغة بمفهوم عام, و سوف يتبع هذه التعاريف أيضا مناهج ومفاهيم مختلفة للغة تبلغ عن وجود تعارض مع نظريات لغوية لمدارس مختلفة، فهناك مناقشات عن طبيعة وأصل اللغة ترجع للعالم القديم, فقد ناقش بعض من الفلاسفة اليونانية مثل جورجيس و بلاتو العلاقة بين الكلمات والمفاهيم والواقع, فقد قال جورجيس أنه يمكن للغة أن تمثل أيا من التجربة الموضوعية لا الخبرة الإنسانية وأن ذلك التواصل والحقيقة هو بالتالي امر مستحيل, بينما أقر بلاتو برأيه وهو أن التواصل ممكن لأن اللغة تمثل الأفكار والمفاهيم التي توجد بشكل مستقل في اللغة وماقبلها .
خلال عصر التنوير الفلسفية ومناقشاته حول أصول الإنسان، أصبح من المألوف التكهن حول أصل اللغة. فتجادل المفكرين مثل روسو وهردر أن اللغة قد نشأت في التعبير الغريزي من العواطف، وأنه كان في الأصل أقرب إلى الموسيقى والشعر من على التعبير المنطقي التفكير العقلاني, فعقد فلاسفة العقلانية مثل كانت وديكارت وجهة النظر المقابلة. بدأ المفكرون يتساءلون حول منعطف القرن الـ20 عن دور اللغة في تشكيل تجاربنا في العالم - التساؤل عما إذا كانت اللغة تعكس ببساطة الهيكل الموضوعي للعالم، أو ما إذا كانت تخلق المفاهيم وأنها بدورها تفرض على تجربتنا من العالم الموضوعي, فقد أدى هذا إلى السؤال عما إذا كانت المشاكل الفلسفية هي في الواقع أولا مشاكل لغوية, فإذا كانت من وجهة النظر و أن اللغة تلعب دورا هاما في خلق وتداول المفاهيم، وأن دراسة الفلسفة هي في الأساس دراسة اللغة، مرتبطة مع ما كان يطلق عليه اللغوي والفيلسوف فيتجنشتاين في فلسفة القرن ال20. فتبقى هذه المنافشات حول اللغة فيما يتعلق بالمعنى والإشارة, والإدراك والوعي أكثر نشاطا اليوم.
القدرة العقلية, والعضوية أوالمقدرة الطبيعية(الغريزة)
تعريف واحد يرى أن اللغة بالدرجة الأولى هي القدرة العقلية التي تسمح للبشر بإجراء السلوك اللغوي لتعلم اللغات وإنتاج الكلام وفهمه, فيؤكد هذا التعريف على عالمية اللغة لجميع البشر، ويؤكد أيضا على الأساس البيولوجي لقدرة الإنسان على اللغة باعتبارها تطورا فريدا من الدماغ البشري, ويقول أنصار الرأي بأن حمله لاكتساب اللغة هو فطري في الإنسان وأن هذا مدعوم بحقيقة وأن البيئة تؤثر على جميع الأطفال العاديين معرفيا حيث يتم الوصول إلى اللغة والحصول عليها دون تعليمات رسمية. وقد تتطور اللغات حتى بشكل عفوي في البيئات التي يعيش فيها الناس أو يكبرون معا بدون لغة مشتركة, وعلى سبيل المثال، لغات الكريول طورت بعفوية لتصبح لغة إشارة مثل لغة الإشارة نيكاراغوا, فمن وجهة هذه النظر والتي يمكن أن ترجع إلى الفلاسفة مثل كانت وديكارت توضح بأن اللغة يمكن أن تكون فطرية إلى حد كبير، على سبيل المثال، نظرية تشومسكي للقواعد العالمية أو نظرية innatist"المتطرفة للفيلسوف الأمريكي جيري فودور, وغالبا ما تطبق هذه الأنواع من التعاريف الواردة في دراسات اللغة في إطار العلوم المعرفية وفي لغويات عصبية.
النظام الرمزي الرسمي
تعريف آخر يرى أن اللغة هي نظام رسمي من الإشارات محكم بمجموعة من القواعد النحوية لتواصل المعنى, ويؤكد هذا التعريف بأن لغات البشر يمكن أن توصف على أنها نظم تركيبية مغلقة تتضمن قواعد تشير إلى علامات خاصة إلى معاني معينة, فقد كان فرديناند دو ساسور اول من وضع هذه النظرية البنيوية للغة وتظل هذه النظرية نظرية تأسيسية للعديد من مناهج اللغة. فقد دعم بعض من الأنصار أو المؤيدين لنظرية ساسور للغة بمنهج رسمي يدرس تركيب اللغة عن طريق تحديد عناصر أساسياتها ومن ثم تقديم حساب رسمي للقواعد وفقا لوالتي تجمع بين العناصر بغرض تشكيل الكلمات والجمل, فيعد نوم تشومسكي هو المؤيد الرئيسي لهذه النظرية وهو المنشئ للنظرية التوليدية من النحو والذي يعرف اللغة على أنها بناء الجمل التي يمكن إنشاؤها باستخدام قواعد النحو التحويلي. ويرى تشومسكي هذه القواعد على أن تكون سمة فطرية للعقل البشري وتشكل ماهي أساسيات اللغة، وعلى النقيض من ذلك قواعد النحو التحويلي التي تستخدم عادة لتوفير التعاريف الرسمية للغة وتستخدم عادة في المنطق الصوري، وفي نظريات رسمية لقواعد اللغة، وفي تطبيقها اللغويات الحاسوبية, وقد وضعت وجهة نظر المعنى اللغوي كما أنه يقيم في العلاقات المنطقية بين الطروحات والواقع في فلسفة اللغة من خلال الفلاسفة مثل ألفريد تارسكي، و برتراند راسل، و آخرين من المنطقيين الرسميين.
أداة للتواصل
هنالك تعريف آخر أيضا يرى أن اللغة نظام للتواصل يمكن أن يتبادل البشر الكلام اللفظي أو الرمزي, وهذا التعريف يؤكد على الوظائف الاجتماعية للغة، والحقيقة هي أن البشر يستخدمون اللغة للتعبير عن أنفسهم والتعامل مع الأشياء في البيئة المحيطة بهم. وتوضح النظريات الوظيفية للقواعد التراكيب النحوية من وظائفها التواصلية, وفهم التراكيب النحوية للغة لتكون نتيجة لعملية التكيف النحوية و"مصممة" لتلبية الاحتياجات التواصلية لمستخدميها. ويرتبط هذا الرأي للغة مع دراسة اللغة في أطر عملية ومعرفية، وتفاعلية، وكذلك في علم اللغة الاجتماعي وعلم الإنسان اللغوي. فتميل النظريات الوظيفية إلى دراسة القواعد كظواهر حيوية، وتراكيب تكون دائما في عملية تغيير كما تستخدم من قبل الناطقين بها. ويضع هذا الرأي أهمية على دراسة تصنيف لغوي، أو تصنيف اللغات وفقا لسمات هيكلية، كما يمكن إثبات أن عمليات النحو تميل إلى اتباع المسارات التي تعتمد جزئيا على التصنيف. وكثيرا ما ترتبط وجهات النظر البراغماتية في فلسفة اللغة كعنصر أساسي للغة والمعنى مع أعمال فيتجنشتاين اللاحقة ومع فلاسفة اللغة العادية مثل أوستن، و بول جرايس، وجون سيرل، و كواين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق