السبت، 26 نوفمبر 2016

اللغة

اللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة. وبدون اللغة يتعذر نشاط الناس المعرفي. وترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني. ومن خلال اللغة تحصل الفكرة فقط على وجودها الواقعي . كما ترمز اللغة إلى الأشياء المنعكسة فيها، فاللغة هي القدرة على أكتساب واستخدام نظام معقد للتواصل وخاصة قدرة الإنسان على القيام بذلك, واللغة هي أحد الأمثلة المحددة من هذا النظام , وتسمى الدراسة العلمية للغة بعلم اللغويات.
هناك تساؤلات حول فلسفة اللغة نوقشت من قبل جورجياس وبلاتو في اليونان القديمة مثل ما إذا كان للكلمات يمكن أن تعبر عن خبرة ما, فيقول بعض من المفكرين مثل روسو أن اللغة نشئت من العواطف, بينما آخرون مثل كانت يرى أنها نشئت من التفكير العقلاني والمنطقي, ومن فلاسفة القرن الـ20 مثل ويتينستاين قد قال بأن الفلسفة هي حقا دراسة اللغة , وتشمل الشخصيات الرئيسية في علم اللغويات فرديناند دي سوسير, ونوم نشومسكي, وويليام ستوكيو.
يتفاوت تقدير عدد اللغات في العالم بين 5000 و 7000 لغة, ومع ذلك فإن أي تقدير دقيق يعتمد جزئيا على التمييز التعسفي بين اللغات واللهجات, فاللغات الطبيعية تكون إما لغة منطوقة أو لغة الإشارة , ولكن يكن ترميز أي لغة إلى وسائل الإعلام الثانوية باستخدام المنبهات السمعية والبصرية أو اللمسية على سبيل المثال, في الكتابة التصويرية, أو طريقة بريل للمكفوفين, أو الصفير, وهذا لأن لغة الإنسان هي لغة مستقلة. ويمكن لمصطلح "اللغة" عندما يستخدم على المفهوم العام أن يرجع الى القدرة الإدراكية لتعليم واستخدام نظام التواصل المعقد, أو إلى وصف مجموعة من القواعد التي تشكل هذه الأنظمة, أو مجموعة من التصريحات التي يمكن أن تنتج من تلك القواعد اعتمادا على وجهات النظر الفلسفية المتعلقة بتعريف اللغة والمعنى, فتعتمد جميع اللغات على عملية صيرورة العلامات لتشير إلى معاني معينة فتحتوي اللغة المشلفهة أو المنطوقة ولغة الإشارة على نظام صوتي يتحكم بكيفية استخدام الرموز لتشكيل سلاسل تعرف باسم الكلمات أو الصرفية, و نظام نحوي والذي يتحكم بكيفية الجمع بين الكلمات و الصرف لتشكل العبارات والأقوال.
لدى لغة الإنسان خصائص عديدة كالإنتاجية, والتكرار, و الإزاحة ,والتي تعتمد على الاتفاقية الاجتماعية والتعلم. فهي بنية معقدة تتيح الحصول على مجموعة أوسع بكثير من العبارات من أي نظام معروف من التواصل الحيواني, ويعتقد أن اللغة قد نشأت عندما بدأت كائنات شبيهة بالإنسان في وقت مبكر بالتغيير تدريجيا في نظم التواصل الرئيسية، واكتساب القدرة على تشكيل نظرية العقول الأخرى والقصد المشترك، ويعتقد أن هذا التطور في بعض الأحيان قد تزامن مع زيادة في حجم المخ، ويرى الكثير من اللغويين هياكل اللغة بأنها تطورت لتخدم وظائف تواصلية واجتماعية محددة, فتتم معالجة اللغة في العديد من المواقع المختلفة في الدماغ البشري، ولكن خصوصا في مناطق بروكا وفيرنيك, ويكتسب البشر اللغة من خلال التفاعل الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة، و يتحدث الأطفال عموما بطلاقة عندما يبلغون ما يقرب الثلاث سنوات من العمر,واستخدام اللغة متأصل في ثقافة الإنسان, بالإضافة إلى استخداماته للتواصل بشكل صارم، و ايضا للغه العديد من الاستخدامات الاجتماعية والثقافية، مثل الدلالة على هوية المجموعة، و الطبقات الاجتماعية، وكذلك الاستمالة الاجتماعية والترفيهية.
تتطوراللغات وتتنوع مع مرور الوقت، ويمكن إعادة تاريخ تطورها وبنائها من خلال مقارنة اللغات الحديثة لتحديد سمات لغات أجدادهم التي يجب أن تكون من أجل المراحل التنموية التي يمكن ان تحدث في وقت لاحق, ومن المعروف أن مجموعة من اللغات التي تنحدر من سلف مشترك تندرج كلغة الأسرة مثل عائلة الهندو أوروبية وهي الأكثر انتشارا والتي تشمل لغات عدة مثل الإنجليزية والروسية والهندية, والأسرة بين الصين والتبت، والذي تتضمن الفصحى واللغات الصينية الأخرى، والتبت, وعائلة الأفرو آسيوية، والتي تشمل العربية والصومالية، والعبرية. أيضا لغات البانتو والتي تشمل السواحلية، والزولو، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء أفريقيا. ولغات مالايو-البولينيزية، والتي تشمل الإندونيسية والماليزية والتغالوغ، ومئات من اللغات الأخرى المستخدمة في جميع أنحاء المحيط الهادي. و لغات أسرة درافيديون التي غالبا يتحدث بها جنوب الهند والتي تشمل لغة التاميل والتيلجو. يذهب التوافق الدراسي إلى أن ما بين 50٪ و 90٪ من اللغات التي يتحدث بها في بداية القرن ال21 على وشك أن تنقرض بحلول عام 2100.

تعاريف اللّغة

عرف القدماء اللّغة بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطيع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي‏، وأن تعريف اللّغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان‏.‏ فاللّغة هي الإنسان،‏ وهي الوطن والأهل، واللّغة هي نتيجة التفكير‏. و‏ هي ما يتميز بها الإنسان عن الحيوان وهي ثمرة العقل والعقل كالكهرباء تعرفه بأثره‏،‏ ولا ترى حقيقته‏ .‏ عرّف علماء النفس اللّغة، فرأوا أنها مجموعة من إشارات تصلح للتعبير عن حالات الشعور، أي عن حالات الإنسان الفكرية و العاطفية و الإرادية، أو أنها الوسيلة التي يمكن بواسطتها تحليل أية صورة أو فكرةٍ ذهنيةٍ إلى أجزائها أو خصائصها، و التي يمكنها تركيب هذه الصورة مرّة أخرى بأذهاننا و أذهان غيرنا، وذلك بتأليف كلماتٍ و وضعها في ترتيبٍ خاصٍ
النحو هو علم بأصول مستنبطة من كلام العرب، يعرف بها أحكام الكلمات العربيّة حال إفرادها وتركيبها وما يتبعها . وهناك قول مأثور على علم النّحو (النّحو في الكلام كالملحِ في الطّعام). يعتبر وسيلة في تعلّم اللّغة وهو التغيير الذي يتناول صيغة الكلمة وبِنْيتها، لإظهار ما في حروفها من أصالة، أو زيادة، أو حذف، أو صحة، أو إعلال، أو إبدال، أو غير ذلك من التغيير الذي لا يتصل باختلاف المعاني . أو هو علم بأصول يُعرف به تغيير أواخر الكلام إعرابا وبناء . وهو تغيير أحوال الكَلِم العربيّة إفراداً وتركيباً. وقال أحمد بن علي ابن مسعود في علم الصرف : (اعلم أن الصرف أم العلوم والنحو أبوها ويقوى في الدرايات داروها ويطغى في الروايات عاروها)
تنقسم لغات العالم إلى عائلات لغوية، كاللغات الأفريقية الآسيوية واللغات الهندية الأوروبية، حيث تحوي كل منها عددًا من اللغات ذوات الأصول والخصائص المتشابهة. قائمة اللغات حسب عدد متحدثيها: توضح أهم اللغات انتشارا.
تستمد الكلمة باللغة الانجليزية بالأساس من بروتو الهندية الأوروبية "نطقا, وخطابا, ولغة" من خلال اللغة اللاتينية واللغة الفرنسية القديمة.وتستخدم الكلمة احيانا لتشير الى رموز, والاصفار, وأنواع أخرى من برامج التواصل المصطنع مثل, لغات الكمبيوتر المحددة رسميا لبرمجة الكمبيوتر بخلاف اللغات البشرية التقليدية, ففي هذا المعنى هي لغة رسمية ونظام من الإشارات لترميز المعلومات وفكها, فيهتم هذا المقال خصيصا بخصائص اللغة البشرية الطبيعية كما درست في انضباط اللغويات.
وكهدف من دراسة لغوية, لدى "اللغة" معنيان أساسيان, مفهوم مجرد و نظام لغوي معين , على سبيل المثال "اللغة الفرنسية" حيث قام العالم اللغوي السويسري فيردياند ديسواسور الذي عرف انضباط اللغويات الحديث بوضع التمييز باستخدام الكلمة الفرنسية " langag” للغة كمفهوم ,و langue كمثل معين لنظام اللغة, و parole أي الخطاب لاستخدام محدد لأي حديث في لغة معينة. يمكن استخدام تعريفات تؤكد جوانب مختلفة من هذه الظاهرة عند التحدث عن اللغة بمفهوم عام, و سوف يتبع هذه التعاريف أيضا مناهج ومفاهيم مختلفة للغة تبلغ عن وجود تعارض مع نظريات لغوية لمدارس مختلفة، فهناك مناقشات عن طبيعة وأصل اللغة ترجع للعالم القديم, فقد ناقش بعض من الفلاسفة اليونانية مثل جورجيس و بلاتو العلاقة بين الكلمات والمفاهيم والواقع, فقد قال جورجيس أنه يمكن للغة أن تمثل أيا من التجربة الموضوعية لا الخبرة الإنسانية وأن ذلك التواصل والحقيقة هو بالتالي امر مستحيل, بينما أقر بلاتو برأيه وهو أن التواصل ممكن لأن اللغة تمثل الأفكار والمفاهيم التي توجد بشكل مستقل في اللغة وماقبلها .
خلال عصر التنوير الفلسفية ومناقشاته حول أصول الإنسان، أصبح من المألوف التكهن حول أصل اللغة. فتجادل المفكرين مثل روسو وهردر أن اللغة قد نشأت في التعبير الغريزي من العواطف، وأنه كان في الأصل أقرب إلى الموسيقى والشعر من على التعبير المنطقي التفكير العقلاني, فعقد فلاسفة العقلانية مثل كانت وديكارت وجهة النظر المقابلة. بدأ المفكرون يتساءلون حول منعطف القرن الـ20 عن دور اللغة في تشكيل تجاربنا في العالم - التساؤل عما إذا كانت اللغة تعكس ببساطة الهيكل الموضوعي للعالم، أو ما إذا كانت تخلق المفاهيم وأنها بدورها تفرض على تجربتنا من العالم الموضوعي, فقد أدى هذا إلى السؤال عما إذا كانت المشاكل الفلسفية هي في الواقع أولا مشاكل لغوية, فإذا كانت من وجهة النظر و أن اللغة تلعب دورا هاما في خلق وتداول المفاهيم، وأن دراسة الفلسفة هي في الأساس دراسة اللغة، مرتبطة مع ما كان يطلق عليه اللغوي والفيلسوف فيتجنشتاين في فلسفة القرن ال20. فتبقى هذه المنافشات حول اللغة فيما يتعلق بالمعنى والإشارة, والإدراك والوعي أكثر نشاطا اليوم.
القدرة العقلية, والعضوية أوالمقدرة الطبيعية(الغريزة)
تعريف واحد يرى أن اللغة بالدرجة الأولى هي القدرة العقلية التي تسمح للبشر بإجراء السلوك اللغوي لتعلم اللغات وإنتاج الكلام وفهمه, فيؤكد هذا التعريف على عالمية اللغة لجميع البشر، ويؤكد أيضا على الأساس البيولوجي لقدرة الإنسان على اللغة باعتبارها تطورا فريدا من الدماغ البشري, ويقول أنصار الرأي بأن حمله لاكتساب اللغة هو فطري في الإنسان وأن هذا مدعوم بحقيقة وأن البيئة تؤثر على جميع الأطفال العاديين معرفيا حيث يتم الوصول إلى اللغة والحصول عليها دون تعليمات رسمية. وقد تتطور اللغات حتى بشكل عفوي في البيئات التي يعيش فيها الناس أو يكبرون معا بدون لغة مشتركة, وعلى سبيل المثال، لغات الكريول طورت بعفوية لتصبح لغة إشارة مثل لغة الإشارة نيكاراغوا, فمن وجهة هذه النظر والتي يمكن أن ترجع إلى الفلاسفة مثل كانت وديكارت توضح بأن اللغة يمكن أن تكون فطرية إلى حد كبير، على سبيل المثال، نظرية تشومسكي للقواعد العالمية أو نظرية innatist"المتطرفة للفيلسوف الأمريكي جيري فودور, وغالبا ما تطبق هذه الأنواع من التعاريف الواردة في دراسات اللغة في إطار العلوم المعرفية وفي لغويات عصبية.
النظام الرمزي الرسمي
تعريف آخر يرى أن اللغة هي نظام رسمي من الإشارات محكم بمجموعة من القواعد النحوية لتواصل المعنى, ويؤكد هذا التعريف بأن لغات البشر يمكن أن توصف على أنها نظم تركيبية مغلقة تتضمن قواعد تشير إلى علامات خاصة إلى معاني معينة, فقد كان فرديناند دو ساسور اول من وضع هذه النظرية البنيوية للغة وتظل هذه النظرية نظرية تأسيسية للعديد من مناهج اللغة. فقد دعم بعض من الأنصار أو المؤيدين لنظرية ساسور للغة بمنهج رسمي يدرس تركيب اللغة عن طريق تحديد عناصر أساسياتها ومن ثم تقديم حساب رسمي للقواعد وفقا لوالتي تجمع بين العناصر بغرض تشكيل الكلمات والجمل, فيعد نوم تشومسكي هو المؤيد الرئيسي لهذه النظرية وهو المنشئ للنظرية التوليدية من النحو والذي يعرف اللغة على أنها بناء الجمل التي يمكن إنشاؤها باستخدام قواعد النحو التحويلي. ويرى تشومسكي هذه القواعد على أن تكون سمة فطرية للعقل البشري وتشكل ماهي أساسيات اللغة، وعلى النقيض من ذلك قواعد النحو التحويلي التي تستخدم عادة لتوفير التعاريف الرسمية للغة وتستخدم عادة في المنطق الصوري، وفي نظريات رسمية لقواعد اللغة، وفي تطبيقها اللغويات الحاسوبية, وقد وضعت وجهة نظر المعنى اللغوي كما أنه يقيم في العلاقات المنطقية بين الطروحات والواقع في فلسفة اللغة من خلال الفلاسفة مثل ألفريد تارسكي، و برتراند راسل، و آخرين من المنطقيين الرسميين.
أداة للتواصل
هنالك تعريف آخر أيضا يرى أن اللغة نظام للتواصل يمكن أن يتبادل البشر الكلام اللفظي أو الرمزي, وهذا التعريف يؤكد على الوظائف الاجتماعية للغة، والحقيقة هي أن البشر يستخدمون اللغة للتعبير عن أنفسهم والتعامل مع الأشياء في البيئة المحيطة بهم. وتوضح النظريات الوظيفية للقواعد التراكيب النحوية من وظائفها التواصلية, وفهم التراكيب النحوية للغة لتكون نتيجة لعملية التكيف النحوية و"مصممة" لتلبية الاحتياجات التواصلية لمستخدميها. ويرتبط هذا الرأي للغة مع دراسة اللغة في أطر عملية ومعرفية، وتفاعلية، وكذلك في علم اللغة الاجتماعي وعلم الإنسان اللغوي. فتميل النظريات الوظيفية إلى دراسة القواعد كظواهر حيوية، وتراكيب تكون دائما في عملية تغيير كما تستخدم من قبل الناطقين بها. ويضع هذا الرأي أهمية على دراسة تصنيف لغوي، أو تصنيف اللغات وفقا لسمات هيكلية، كما يمكن إثبات أن عمليات النحو تميل إلى اتباع المسارات التي تعتمد جزئيا على التصنيف. وكثيرا ما ترتبط وجهات النظر البراغماتية في فلسفة اللغة كعنصر أساسي للغة والمعنى مع أعمال فيتجنشتاين اللاحقة ومع فلاسفة اللغة العادية مثل أوستن، و بول جرايس، وجون سيرل، و كواين.

الخميس، 24 نوفمبر 2016

أكثر اللغات شيوعاً في العالم

سنتعرف اليوم على أول 10 لغات انتشاراً في العالم 
10 - في المرتبة العاشرة :اللغة الفرنسية: 
و يبلغ عدد الذين يتكلمون بها 130 مليون شخص
و توصف احيانا بانها لغة الحب واالفن والجمال .
اشهر الدول التي تتخاطب بها
فرنسا (طبعا) و بلجيكا وكندا وراوندا والكاميرون وهاييتي وغيرها.
9 - في المرتبة التاسعة :اللغة الملاوية - الاندنونيسية
يبلغ عدد الذين المتكلمين بها 160 مليون ماليزي و اندونيسي .
8 - اللغة الثامنة في العالم هي اللغة البرتغالية
يتكلمها حوالي 191 مليون شخص متوزعين في البرازيل و البرتغال و ماكاو وانغولا وفنزويلا وموزمبيق .
7 - في المرتبة السابعة : اللغة البنغالية
يتكلمها 211 مليون نسمة, منهم حوالي 120 مليون هم مجموع سكان بنغلاديش .
و الباقيين في الهند المجاورة .
6 - في المرتبة السادسة :اللغة العربية 
نعم لغتنا الجميلة ترتيبها السادسة على العالم من ناحية عدد الذين يتكلمون بها . و تعتبر احدى اقدم لغات العالم .
بالاضافة الى الدول العربية نجد ان ملايين المسلمين في دول اخرى يجيدونها .
في عام 1974 تم اعتمادها لغة رسمية سادسة في الامم المتحدة .
5 - في المرتبة الخامسة: اللغة الروسية
عدد متكلميها 277 مليون شخص .
يتوزعون في دول كثيرة من دول الاتحاد السوفياتي سابقا .
4 - في المرتبة الرابعة :اللغة الاسبانية
يستخدمها حوالي 400 مليون شخص في معظم دول امريكا اللاتينية واسبانيا بل و حتى في اجزاء من الولايات المتحدة ذاتها. 
3 -في المرتبة الثالثة : اللغة الهندوكية500 
اللغة الرئيسية في الهند حوالي مليون مستخدم
من اشهر لهجاتها (الهندي) و يوازيه الاوردو لكن باحرف عربية .
2 - في المرتبة الثانية :اللغة الانجليزية
508 ملايين نسمة يتحدثونها .
تعتبر اللغة الرسمية في عدد كبير من الدول اكثر من اي لغة اخرى
شهرتها و انتشارها في غنى عن التعريف . 
فلنقفز الى اللغة الاولى في العالم...
1 - في المرتبة الأولى : الماندارين
مفاجأة اليس كذلك ؟!
احتلت هذه اللغة المرتبة الأولى من حيث الانتشار.
عدد مستخدمينها يتجاوز المليار نسمة .
اي ضعف عدد المتكلمين باللغة رقم 2 (الانجليزية) .
و رغم انها اكثر اللغات من حيث عدد المستخدمين الا ان تعلمها صعب للغاية.



اللغة الحية

ويطلق علي اللغة التي تكتسب دارسين أو متحدثين لها جدد اللغة الحية أو المزدهرة. لأن اللغة التي لاتتواصل مع الأجيال اللاحقة يطلق عليها لغة ميتة.ولايوجد لغة تعبش للأبد كالنباتات والحيوانات التي تظهر وتختفي. فبعض اللغات تتواري كالأنواع الحية وهذا أمر طبيعي ومتوقع عبر التاريخ الإنساني. فهناك لغات تظهر وتنمو وتزدهر وأحيانا تتداعي وتموت أو تضمحل.أو تحل محلها لغة منحوتة منها. كما ظهرت اللغة الإيطالية من عباءة اللغة اللاتينية التي كانت سائدة في العصور الوسطي. وهذه سنة الحياة البشرية. وانقراض اللغات حاليا يتسارع كما تنقرض الأنواع نتيجة الانفجار السكاني أو عصر الصناعة أو العولمة حيث الاقتصاد العالمي يجبر المجتمعات الغير صناعية علي الاختيار ما بين لغتها التقليدية أو المشاركة مع العالم الكبير. ففي شرق أفريقيا الشعوب في حاجة ماسة لتتكلم اللغة السواحلية لتنمو وتزدهر. وفي وسط أوروبا يحتاج سكانها للتكلم بالروسية.

وبنظرة عامة العالم كله في حاجة للتحدث بالإنجليزية. وأحيانا اللغات المحلية في حاجة للتعايش مع اللغات الحية.وفي الغالب تحل محلها عندما يموت الكبار وتندثر لغاتهم القومبة معهم. لأن الصغار يتبنون الألسنة السائدة. فإيقاع الحياة الجديد والإعلام قد أسفرا عن ظاهرة غريبة في المجتمعات التقليدية. مما يجعل الأطفال لديهم مصادر معرفية ومعلوماتية تغويهم وليس لها صلة بالمصادر المعلوماتية لدي الكبار لديهم في مجتمعاتهم الأصلية. فالإتحاد الأوربي يتوقع انتشار اللغة الإنجليزية بين دوله ولاسيما علي حساب اللغات المحلية بها. والتي ليس لها قدرة علي مقاومة انتشار اللغة الإنجليزية بين دول سوقه المشتركة.
وفي القرن 19 كان الأطفال أبناء السكان الأصليين في إستراليا والولايات المتحدة يجبرون في المدارس علي عدم استعمال لغاتهم القومية المتوارثة لطمس الهوية اللغوية بالقسر.وهذا ما إتبعته الحكومة الإنجليزية أيضا مع أجدادهم حيث كانت تعاقبهم لو تكلموها علانية في الحياة العامة أوالكتابة بها بالجهات الرسمية. وهذا التوجه كان متبعا أيضا في لغة السلت بإيرلندا ولغة الولش بويلز. وفي إستراليا منعت الحكومة تعليم الازدواجية اللغوية. وهذا أيضا ما أتبعته حكومات شرق أفريقيا لترويج اللغة السواحلية بين القبائل الأفريقية. لكن بعض الأقليات العرقية ما زالت تقاوم هذا التغيير القسري للغاتها الوطنية.كما حدث في كوسوفو مؤخرا عندما طالب شعبها بالحفاظ علي اللغة الألبانية المتوارثة. وكانت لغة كورنيش لغة السلت في جنوب غربي إنجلترا قد توارت تقريبا عام 1777. لكن شعبها مؤخرا قام بإحيائها والتحدث بها مع أطفاله.وحاليا يوجد 2000شخص يتقنونها. وأخذوا يكتبون اللوحات الإرشادية المرورية بالكورنيشية بجوار الإنجليزية هناك.والمثل الثاني إحياء العبرية الحديثة التي عاشت لعدة قرون كلغة دينية ودراسية. لكن في القرن 19 أدخلها العازر بن يهودا كلغة محادثة وحياة يومية في فلسطين حتي أصبحة اللغة الرسمية حاليا في إسرائيل. وتدرس بالمدارس كلغة أم هناك وتفرضها الحكومة كلغة أولي علي عربها.
فهناك صراع قد يكون محتدما بين الحفاظ علي الهوية الوطنية اللغوية ولاسيما بين الأقليات العرقية وبين التخلي عنها أمام طوفان اللغات الكبري الحية. لكن العولمة وعصر الإعلام المفتوح له مؤثراته. لأن مجتمعات كثيرة لم تعد معزولة عن بقية العالم حتي لم يعد يمكنها مقاومة هذا التأثير الإعلامي علي هوياتها ولغاتها ولاسيما لدي الأطفال الذين يتابعون هذا الفيض الإعلامي الكاسح والمؤثر. فالعالم أصبح قرية صغيرة.وميراثه من الثقافات بات مهددا تهديدا مباشرا أمام هذا المد الكاسح من المدنية. ولايستطيع شعب ما التصدي لهذا الطوفان إلا لوبذل جهدا قويا للحفاظ علي لغته ولاسيما لو كانت متأرجحة أو مهددة بالذوبان والانحلال خلال عدة أجيال قادمة. فلابد أن يلاحظ المتكلمون بلغاتهم القومية أن أطفالهم بعزفون عن الكلام والتخاطب بها.ومما يؤسف له تغاضيهم عن هذا التوجه نتيحة قرارات حكومية بفرض تعليم لغة سائدة في المدارس والتخلي عن تبني اللغة المحلية أو التبني للغة المستعمر وجعلها اللغة الأولي كلون من ألوان الاستعمار اللغوي لطمس الهويات القومية والتخلي عنها قسرا. وإحياء اللغة أو مواتها يخضع لنظرية العرض والطلب لأي لغة حسب نظرية الأواني اللغوية المستطرقة التي تحركها آليا حضارة أي شعب. ففي العصور الوسطي كانت الحضارة العربية تسود العالم وكانت اللغة العربية لغة العلوم والمعارف الإنسانية. لهذا كانت هذه اللغة سائدة بين المجتمعات الراقية في إيطاليا وفرنسا. لأنها كانت لغة حضارة متميزة إبان مطلع عصر النهضة. وكانت العلوم في كبريات جامعات أوروبا تدرس بالعربية. وعندما أفلت العلوم العربية وتطورت أوروبا كانت العلوم تدرس باللاتينية في الجامعات.ولما تطورت بعض البلدان الأوربية ظهرت اللغات القومية كبديل حضاري للاتينية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية. وأصبحت اللغة اللاتينية من اللغات الميتة رغم تمسك الكنيسة الغربية بها.والآن تواجه السوق الأوربية المشتركة اندثار لغات بعض دولها امام التوجه لكبح التعددية اللغوية بعدما أصبحت الإنجليزية لغة المال والأعمال.

اللغة البائدة

اللغة البائدة (المنقرضة أو الميتة) هي اللغة التي لا تستخدم الآن كلغة أولى. هذا يحدث حين تمر اللغة بمرحلة موت لغة، بسبب نقص عدد متكلميها، وقد يرجع ذلك لأسباب طبيعية، كقلة عدد المستخدمين لتك اللغة أو أسباب قسرية كإجبار شعب أو عرق ما على تغيير لغته إلى لغة أخرى. ومن الأسباب القسرية التي تؤدي إلى انقراض لغة معينة هو عمليات التطهير العرقي التي قد لا تبقي على أي متكلم للغة معينة، فمثلا إبان عهد الاستعمار الأوروبي لأمريكا انقرضت بعض اللغات الأمريكية الأصلية نتيجة تفشي الأمراض التي سببها الأوروبيون أو نتيجة لمجازر التطهير العرقي التي مارسوها بحق السكان الأصليين.

حاولات حماية اللغات المنقرضة

ماري سميث جون (14 مايو، 1918 – 21 يناير، 2008) هي آخر من يتكلم لغة إياك Eyak لغة قبيلتها بآلاسكا. وكانت تعلق قائلة : إنه مزعج أن تكون وحيدا تتكلم هذه اللغة. لكن في الحقيقة يوجد مثيلها ممن يتكلمون لغة مندثرة من بين 6000 لغة يتكلمها شعوب العالم حاليا. وكما تقول اليونسكو إن اتقراض بعض اللغات يعتبر كارثة حضارية وثقافية. وكانت قد أعلنت أن هناك 3000 لغة من بين لغات العالم مهددة بالانقراض اللغوي حتي عام 2050 و2400 علي حافة هاوية الانقراض.
الآن تطالب منظمة اليونسكو بالتنوع اللغوي حماية للتراث اللغوي الإنساني.وهذا ماجعلها تصدر قواميس وتسجيلات اللغات التي قد أوشكت علي الاندثار لتكون فيما بعد مخطوطاتها كحجر رشيد لفك طلاسم هذه اللغات الميتة للأجيال القادمة.فهناك 300 لغة من بين 600 لغة عالمية معرضة للانقراض بين شعوب الأرض تمثل حضارات أمم وتراثها الثقافي والاجتماعي والحياتي وهذا ماجعل اليونسكو تدق أجراس الخطر وتشن أكبر حملة دولية للحفاظ علي هذا التراث الإنساني من الضياع أو الاختفاء، فخلال القرون الثلاثة الماضية توارت بل ماتت عدة لغات ولاسيما في إستراليا وأمريكا وعدة بلدان من العالم. واعتبرت المنظمة أن أي لغة 30%من أطفالها لايتعلمونها معرضة للانقراض اللغوي الداهم. لأن من خلال اللغات التي نكتسبها نتعرف علي المعارف الإنسانية ونعبر عن عواطفنا وأي لغة هي أداة التواصل المعرفي في المدرسة وبين القديم والحديث بل وبين الآباء والأبناء أوحتي الأصدقاء مما يؤصل التواصل بين الأجيال. وهذا ما بينته اليونسكومن خلال إعلانها لليوم العالمي للغة الأم لإحياء وتأصيل وتوثيق هذا التراث الإنساني الحي الذي أوشك علي الضياع والاندثار. فحوالي 50 لهجة أوربية تواجه هذا الخطر من بينها لهجة السامي بلابي بإسكندينافيا وشمال روسيا و14 لهجة بفرنسا وفي سيبريا بروسيا الإتحادية تختفي 40% من لغاتها المحلية. وفي أوروبا كما في النرويج وسويسرا توجد حركة تشجيعية للإزدواجية اللغوية لأي مدي. وفي آسيا نجد أن الوضع غير مؤكد لأن أهل شمال شرقها وغربها. وفي الصين بغرب إقليم زنجيانج وينان هناك ضغوط للتخلي عن لغاتهم المحلية. عكس شبه القارة الهندية حيث يوجد تنوع لغوي بسبب سياسة الحكومة. وثمة لغات عرقية قد اختفت في أفغانستان والهيملايا. لكن في جزر أندامان بخليج البنغال توجد مجموعة عرقية تتكلم الشمبينية.
وفي المحيط الهادي حيث اليابان وتيوان والفلبين والجزر المنعزلة بماليزيا وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان وفيجي وجزر فانواتو وكاليدونيا الجديدة وميكرونيزيا وبولينيزيا وإستراليا توجد 2000لغة حية تمثل ثلث لغات العالم وفي غينيا الجديدة وحدها 820 لغة تمثل أكبر كثافة لغوية به. لكن في تيوان 14 لغة اختفت بضغط الحكومة. وفي كاليدونيا الجديدة تحت التأثير الفرنسي علي سكانها (60ألف نسمة) نجد ثلثيهم قد نسوا لغتهم الأم.وفي إستراليا كان ممنوعا علي سكانها الأصليين (الأبارجين) التكلم بلغاتهم الأصلية حتي عام 1970. لكن حاليا 25% منهم ما زالوا يتكلمونها.
وفي أفريقيا نجد أن كثيرا من الحكومات تشجع استخدام اللغات الأفريقية الكبري كالسواحلية بشرق أفريقيا وحتي لغة الاستعمار كالإنجليزية والفرنسية. فمن بين 1400لغة محلية أفريقية نجد أن من 500لغة – 600 لغة تضعف ومنها 250 لغة تتجه للزوال بسرعة. ففي نيجيريا وشرق أفريقيا (إثيوبيا وكينيا ويوغندة وتانزانيا والسودان)نجد ثمة لهجات يتهددها التغيير. وفي جنوب المغرب والجزائر حاليا هناك الدعوة لإحياء اللغة والثقافة الأمازيغية للبربر.
وفي شمال أمريكا الشمالية نجد أن لغات الإسكيمو الإنيوتية والأمارينادية القليلة التنوع قد قاومت الضغوط من الإنجليزية والفرنسية لسنوات عديدة للحفاظ علي اللغات المحلية لشعب الإسكيمو سكان القطب الشمالي الأصليين. وكان الهنود الحمر لهم لغاتهم قبل الاستعمار الأوربي لأمريكا. وقد كانوا يتداولونها مئات السنين. وكان عددها 150 لغة.وهذه اللغات التراثية ما زالت تواجه خطر الانقراض بل معظمها قد انقرض بالفعل. وفي أمريكا الوسطي والجنوبية فإن اللغات الهندية الأصلية تواجه ضغوطا من البرتغالية والأسبانية. لهذا في المكسيك اندثر 24 لغة محلية وفي أمريكا الجنوبية 375 لغة محلية ما زالت تواجه الخطر الاندثاري.لهذا نجد أن هناك ثمة أسبابا تدعو الشعوب للتخلي عن لغاتها الأصلية بسبب انغماسها الحضاري أو بسبب الاتصالات بحضارات وثقافات أخرى. أوالإنغماس في بيئات لغوية مختلفة.أو بسبب وجود فرص عمل أفضل. مما يشجع الآباء أبناءهم علي تعلم اللغات الأجنبية لتصبح لغة أولي لديهم.أو أن الاستعمار الأوربي قد فرض عليهم تعلم لغته وجعلها اللغة الأولي كما كان في الجزائر إبان الاستعمار الفرنسي. لهذا بعد تحريرها قامت حركة واسعة من التعريب والعودة للثقافة العربية لكن المؤثرات اللغوية الفرنسية ما زالت حتي الآن. والدعوة للفرانكوفونية التي تتبناها فرنسا حاليا هي محاولة لنشر اللغة والثقافة الفرنسية بين الشعوب التي سبق وأن إستعمرتها. وفي عام 1980 وجد باليابان أن 80 شخصا ما زالوا يتكلمون اللغة الإينوية فقامت الحكومة بإحيائها بعد سنين من الهجر.وفتحت متحفا للثقافة الإينوية وأصبحت هذه اللغة تدرس للأجيال الجديدة.
وقد تبعث لغة بعد مواتها أو انقراضها كما حدث في إنجلترا مع لغة كورنيش الميتة منذ عام 1777.فقد إحييت هذه اللغة مؤخرا وأصبح حوالي ألف شخص يتكلمون بها كلغة ثانية. وهذا ماحدث بالمغرب أيضا عندما جعلت اللغة الأمازيغية لدي البربر لغة ثانية تدرس في مدارسها مع العربية.فاليونسكو في حملتها لإحياء اللغات واللهجات الأم الشفهية والمكتوبة قد انتهجت نهجا عمليا وأخلاقيا للحفاظ علي ميراث الإنسانية من علوم وثقافات وفنون وآثار.لأن هذا كله ميراث للإنسانية جمعاء لايجار عليه ولايمحي من ذاكرة التاريخ الإنساني لأنها حصاد فكري وعقلي لمن غبروا عنا.فإحياء يوم اللغة الأم هو إحياء للميراث اللغوي للغابرين ليظل متوارثا ومتواصلا.
فعلماء التنوع اللغوي في سجل الحضارات يتوقعون اختفاء نصف موروثنا اللغوي بحلول منتصف هذا القرن. ويقابله في سجل التنوع الحيوي للأحياء اختفاء هذه اللغات يعادل ضعف معدل اختفاء الثدييات وأربعة أضعاف اختفاء الطيور وهذا ماجعل علماء اللغات يتوقعون اختفاء 90% من اللغات بحلول عام 2100. وهذا ما دعاهم بالمطالبة لوضع الأقليات العرقية في محميات جغرافية طبيعية للحفاظ علي موروثهم الثقافي واللغوي والإجنماعي. وهذا يصعب تحقيقه واقعيا أمام المد العمراني والتوسع الحضاري والتمدن الذي يشهده العالم من خلال ثورة التكنولوجيا والاتصالات التي تغلغلت في المجتمعات البدائية البكر بفيوضات لايمكن درأها أو مقاومة مغرياتها.
وفي المكسيك وأمريكا أصبحت الأقليات الهندية التي تتكلم لغتها الأصلية شبه منقرضة بل ومعزولة لغويا عن مجتمعاتها لعدم وجود مواطنين لديهم يتكلمون معهم بلغاتهم الأصلية أو يروون لهم سيرهم وتراثهم وتاريخهم الشفاهي.وسوف ينثدرون وتندثر معهم لغاتهم الأصلية. لأن سمة العصر دفع المجتمعات البدائية للمشاركة في العالم الجديد.ومعني فقدانها للغاتها هو فقدانها لتراثها الحضاري والمعرفي.وقد لاتسعفهم لغاتهم وألسنتهم في مسايرة التطور العلمي السائد أو ترجمته للغاتهم الأصلية أو عدم التعايش معه أو استيعابه. فالمواطنون أنفسهم هم الذين يبقون علي لغاتهم القومية أو يستبدلونها حسب الحاجة. إلا أنهم لايدركون أن فقدانهم للغاتهم القومية معناه فقدان لثقافاتهم الأصيلة.
وفي الصين توجد محاولة الحفاظ علي لغة نو شو وإحيائها وهذ اللغة قديمة وكانت متداولة بين النسوة الصينيات كلغة سرية بينهن.وحاليا يعرفها ويتحدث بها أعداد منهن تعد علي الأصابع. وكانت هذه اللغة تكتب.و كان بها 2000 سمة لغوية لم يبق منها حاليا سوي 700. وهذه اللغة كانت تكتب وبغني بها في إقليم هايان بالصين. وسبب ظهور هذه اللغة أن النسوة كن لايتعلمن منذ آلاف السنين. لهذا كانت لهن هذه اللغة المتداولة كلغة سرية بينهن..وكن يورثها لبناتهن وحفيداتهن. وكن يضعن هذه اللغة أيضا فوق المراوح الورقية والملابس. لكن اليوم المرأة تتلقي التعليم وتتعلم كتابة وقراءة اللغة الصينية المتداولة مما جعل لغة نوشو لغة منقرضة بين النسوة الصينيات. لكن الحكومة تحاول حاليا جمع تراثها والحفاظ عليها بل وإحياؤها ولاسيما في موطن ظهورهاضمن حملتها القومية للحفاظ علي ميراثها الثقافي والحضاري ومن بينه الكتابات النوشوية.كما سيصدر قاموس لهذه اللغة فيه تاريخها وكلماتها وطريفة نطقها.
واللغة الهندوأوربية انتشرت بالهجرة من القوقاز وقد حملها المهاجرون للغرب حيث الأناضول واليونان وجنوب غرب لإيران والهند. وكان سكان القوقاز حول بحر قزوين لهم صلة لغوية باللغات السامية ببلاد الرفدين واللغات الكارتفيلينية Kartvelian بالقوقازمما جعلها تحتوي علي كلمات أجنبية بها. وهذه اللغة انتشرت وتفرعت للغات آسيو أوربية.وكانت دراسة مسارات هذه اللغة وتشعبها مهمة صعبة لعلماء اللغويات.وكان بعض المهاجرين قد غزوا الأناضول من الشرق منذ عام 2000ق.م. وكونوا مملكة الحيثيين عام 1400ق.م. وآلت لغتهم إلي اللغتين المتشابهتين الليديانية والليسيانية اللتين ظهرتا في أوائل الألفية الأخيرة قبل الميلاد
واللغات السامية كانت شفاهية متداولة بين شعوب الشرق الأوسط. وقد سبقت الكتابة بها.وكان قد وجدت كتابات سامية يرجع تاريخها لخمسة آلاف سنة. لكن تاريخ هذه اللغات أقدم من هذا.لأنها كانت متداولة شفاهة. والتاريخ الإنساني مر بفترتين هماعصر ماقبل التاريخ حيث لم تظهر الكتابة والعصر التاريخي وهو عصر بدأ بظهور الكتابة وتسجيل الحوادث سواء فوق الصخور أو الجدران الأثرية أو فوق أوراق البردي أو الجلود. لكن في عصر ماقبل التاريخ كانت توجد بعض الرسومات التي رسمها أو نقشها الإنسان الأول أثناء فراغه. لهذا ظهور الفنون التصويرية كان أسبق من ظهور الكتابة اللغوية أو الأبجديات. رغم أن كثيار من اللغات البدائية ظلت متداولة شفاهة ولم تترك لها آثارا مادية ليتدارسها الباحثون في اللغات.وانقرضت معظم لغات الشرق الأوسط ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط ولعدة قرون. وكان حجر رشيد The Rosetta Stone قد اكتشف عام 1799إبان الحملة الفرنسية وقد نقش عام 196 ق.م. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية. وكان وقت اكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين. لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة. حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص الإغريقي ونصوص هيروغليفية أخرى. وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما. وكانت الهيروغليفية لغة دينية متداولة في المعابد واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية والإغريقية لغة الحكام الإغريق. وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصروإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر. وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 ليفتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون.وأصبحت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات.
و لقد كان فك شفرة مخطوطات اللغة المسمارية وهي لغة غير سامية.. قدإستعاد اللغات التي كانت مستعملة قديما في بلاد الرافدين لدي السومريين والبابليين والحيثيين والكاشانيين. ويقال أن هذه اللغة قد اندثرت في القرن الثالث أو الثاني ق.م.وقد كان في جنوب بلاد الرافدين توجد السومرية ولهجات من اللغات السامية. وكان شمالها وفي الشام لغات ولهجات سامية وفي غربي نهر دجلة كانت اللغة الأكادية وقبلها كانت اللغة العمورية.لكن لم يبت علماء اللغات القديمة عن أسباب اختفاء هذه اللغات القديمة. وبصفة عامة نجد أن اللغات السامية تنقسم إلي ثلاث مجموعات رئيسية هي :
  • اللغة السامية الشرقية : اللغة الأكادية وكانت متداولة في أرض الجزيرة بشمال العراق وفي لبنان وسوريا وشبه الجزيرة العربية وإثيوبيا. وكانت تدون بالخط المسماري فوق ألواح الطين التي يرجع تاريخها للنصف الأول للألفية الثالثة ق.م. وكانت الأكادية لغة الحديث في أجزاء من العراق. فقبل عام 2000ق.م. كانت لهجتان من الأكادية متداولة هناك. هما البابلية في جنوب الرافدين والآشورية في شمالهما. وقد ظلتا سائدتين حتي ظهور المسيحية.
  • اللغة السامية الغربية :تنقسم لثلاث مجموعات لغوية رئيسية هي العمورية والأغورية والمجموعة الثانية الكنعانية والثالثة الآرامية. وقد عرفت اللغة العمورية في النصف الأول من القرن الثاني ق.م.وكانت متداولة بين البدو في الشام وملولة. وقد ورد بعض أسمائها في النصوص الأكادية والمصرية. وكانت الأغورية متداولة بين الكنعانيين بفلسطين والساحل الشمالي للفنيقيين ولاسيما في بلدة أوغاريت بشرق البحر الأبيض المتوسط. وقدإكتشفت مخطوطات في منطقة رأس شمر ترجع للقرنين 12 و13ق.م. تشبه أبجدية كتاباتها الكتابة باللغة المسمارية بالعراق.وكانت اللغة الكنعانية تضم مجموعة من اللغات واللهجات الفينيقية بسواحل لبنان وترجع كتاباتها إلي 1500سنة ق.م. ومنها إتحدرت العبرية والفينيقية والبيونكية والأنوميتية والأد موتية.وكانت تكتب بالكتابة الفينيقية. وقد عثر علي رسائل دبلوماسية كنعانية وردت للقصر بتل العمارنة بمصر ترجع للقرن 14 ق.م.كما وجدت سجلات ترجع لسنة 1000ق.م. بالفينيقية في الشام وفلسطين وقبرص. وكانت هذه اللغة متداولة في المستعمرات الفينيقية حول حوض البحر الأبيض المتوسط.وظلت حتي القرن الخامس ميلادي.وكانت الأنومتية والأدموتية تسودان بالأردن ما بين القرنين التاسع والخامس ق.م. وكان يشوبهما اللغة الآرامية. واللغة الآرامية قد ظهرت عام 850ق.م. كما يدل حجر منقوش عثر عليه في سوريا بتل فخرية. وانتشرت هذه اللغة وقتها في الشرق الأوسط كلغة رسمية إبان الإمبراطورية الفارسية من أفغانستان مرورا بفارس وحتي مصر.وحلت الآرامية محل الأكادية والعبرية ومنها ظهرت القبطية ولاسيما وأن الروم الأغريق قد ظلوا يحيونها كلغة للمسيحية حتي الفتح العربي بالقرن السابع ميلادي. وكانت أبجديتها من اللغة الكنعانية الفنيقية. وبينما كان سكان الشام وفلسطين يتكلمون الآرامية كان الأنباط لهم مملكتهم في مدينة البتراء وجنوب الأردن. وكانوا يتكلمون النبطية وهي منحدرة من الآرامية التي انحدرت منها الكتابة العربية.
  • اللغة السامية الغربية والجنوبية :تضم اللغات العربية الجنوبية باليمن وعمان وكانت أبجديتها مشتقة من الكنعانية وظلت سائدة منذ عام1300 ق.م. حتي عام 500 م.وقد جلبها معهم عرب شمال الجزيرة العربية. وكانت تتكون من عدة لهجات اندثرت حاليا. واللغة العربية التقليدية التي جاء بها الإسلام تبنت لغة قريش بمكة والتي نزل بها القرآن. فانتشرت العربية وحلت محل لغات أخرى قبله بالعالم الإسلامي من الصين حتي المحيط الأطلنطي وفي شبه جزيرة إيبيريا بأسبانيا وآسيا الصغري وشرق أوروبا بالبلقان. واللغات الحبشية (الإثيوبية) التي تشبه لحد كبير اللغة العربية الجنوبية باليمن حيث حملها المهاجرون الأوائل للحبشة ،فنشروا كتاباتها التي حاكتها اللغات الإثيوبية ولاسيما في اللغة الأمهرية التي تنتشر في إيثيوبيا وإيريتريا وهي اللغة الرسمية حاليا. لكن ما زال المسلمون في مدينة هراري بشرق إثيوبيا يتكلمون لغتهم الهرارية بالحروف العربية وتعتبر لغة محدودة ومعرضة للانقراض حاليا لعدم السماح بتدريسها مع الأمهرية في المدارس.

الأدب في العصر العباسي (النثر)

النثر
ضروب النثر:
الخطابة: نشطت الخطابة السياسية في مطلع هذا العصر، إذ اتخذتها الثورة العباسية أداتها في بيان حق بني العباس في الخلافة. وكان من خطباء هذا العصر خلفاؤه الأوائل مثل أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور والمهدي والرشيد، وآل بيتهم ومنهم داوود بن علي وأخوته عبد الله وسليمان وصالح وأبناؤهم. وقد وصفهم الجاحظ بأنهم «لم يكن لهم نظراء في أصالة الرأي وفي الكمال والجلالة... مع البيان العجيب والغور البعيد. وكانوا فوق الخطباء وفوق أصحاب الأخبار».
وخطبهم، لا تكاد تختلف من حيث شكلها ومضمونها عن الخطابة في صدر الإسلام والعصر الأموي، إذ غدا من مقتضيات الحياة السياسية العربية أن يشهر اللسان في مثل هذه الأحوال إلى جانب السلاح.
ولما تم الأمر لبني العباس وقضوا على أعدائهم الأمويين، ثم على شركائهم الشيعة، خفتت حدة القول، ولم يعد ثمة ما يحفز الخطباء على التصدي للناس، واصطناع الترهيب والترغيب.
كذلك ضؤلت الخطابة في الجيوش بعد أن انقضى عهد الفتوح. وصار الكثير من الجنود من الجيش الإسلامي نفسه من الأعاجم، فرساً أو تركاً، لا يفقهون العربية ولا يتأثرون ببلاغتها. ولم يعد للخطابة في النفوس بوجه عام ما كان لها من منزلة في عصر الراشدين والأمويين، حين كانت الفن العربي الأصيل الذي كان قوامه البديهية والارتجال. وهكذا انحسرت الخطابة في ضحى العصر العباسي، وكاد شأنها يقتصر على فئة الوعاظ وأئمة المساجد، ولم تعد تتجاوز في غالب الأحوال نمط الخطابة الدينية.
الكتابة: وكان من الطبيعي تبعاً لذلك، ولاسيما في هذا الطور المتحضر، أن تحل الكتابة، مع توالي الأيام محل الخطابة، وأن يقوم كتاب الدواوين ومدبجو الرسائل بتحبير القراطيس وإعداد التقارير. ثم تشعبت أشكال التعبير، لتغدو أقدر على استيعاب مناحي الفكر المتعددة ومنازع الحياة المتجددة.
كانت الترجمة إحدى ضرورات الحركة العلمية التي نشطت بفضل فئة نابهة من الأعاجم يتألف معظمها من السريان والفرس. وبذلك انصبت في بحيرة الثقافة العربية جداول شتى، مختلفة المذاق من تلك الثقافات الوافدة. وعادت حركة النقل بالخير على لغة العرب الأصيلة وأدت إلى ازدهار أنماط من النثر، كالنثر الفني والأدبي،والنثر العلمي، والنثر الفلسفي. وغدت الكتابة وعاء لعلوم العصر الكثيرة ومعارفه الغزيرة، بعد أن دخل العرب عوالم التدوين والتأليف والترجمة من أوسع الأبواب. وليس الغرض هنا التوقف عند الكتابة الديوانية التي شاع أمرها في الأوساط الرسمية والإدارية، مما يتصل بشؤون البلاغات والبيانات، والمواثيق والصكوك، والتولية والغزل.
غير أن ما يعني الباحث منها هو نمط معين لعله أدخل في فن الأدب وهو المعروف بالتوقيعات، أي العبارات الوجيزة التي كان يعلق بها خلفاء بني العباس الأوائل على موضوع رفع إليهم، أو قضية في أيديهم، فيذيلون ذلك بقلمهم ويمهرونه بتوقيعهم. وكان طبيعياً في هذا الصدد أن تقصر الجملة وتختصر العبارة، تبعاً لضيق وقت الخليفة وغزارة المعروض عليه. من هذا القبيل ما وقع به الخليفة أبو جعفر لأهل الكوفة في ذيل رسالة تظلم تجاه واليهم: «كما تكونوا يولَّ عليكم». وما وقع به هارون الرشيد إلى عامله في خراسان وقد شكا إليه سوء الأحوال: «داو جرحك لا يتسع»، وما وقع به المأمون لوال فاسد: «قد كثر شاكوك، وقل شاكروك. فإما اعتدلت، وإما اعتزلت...».
ومثل هذه العبارات المقتضبة أشبه ما تكون بجوامع الكلم التي امتاز بها فصحاء العرب الأوائل الذين اتسموا بالحرص على الإيجاز، وهي على أية حال منسوجة على منوال أنقى عبارات البلغاء.
أما النثر الأدبي الحقيقي فلم يتوطد إلا بفضل الكاتب المنشئ عبد الله بن المقفع (ت142هـ/759م) بعد أن تسلم شعلة هذا الفن من صديقه الناثر الرائد عبد الحميد الكاتب، الذي لقي مصرعه في إثر الثورة العباسية، ولم يقيض له المضي إلى شوط أبعد في هذا المضمار. فقد تجلى فن النثر في أدب الرسائل أول الأمر في نهايات العصر الأموي وبدايات العصر العباسي، فكتب ابن المقفع رسائله على غرار رسائل عبد الحميد، وهي مقالات طوال تتناول موضوعاً معيناً، لعل أشهرها «رسالة الصحابة» أي في آداب الصحبة والمعاشرة والسلوك، ولاسيما مصاحبة السلطان والولاة، والحكام والقادة، والأعوان والبطانة. ثم ما للرعية والجند من حقوق يجب عطاؤها، وما عليهم من واجبات ينبغي أداؤها، فرسالة الصحابة، وهي بمنزلة خطاب مفتوح إلى الخليفة، ذات صبغة سياسية - إدارية، تهتم بشؤون الحكم وسياسة الدولة.
إن فن الرسالة لا يختلف في جوهره عن فن الخطابة إلا من حيث الحجم، فللخطبة حيز محدود من الزمان على حين قد تطول الرسالة لتقرأ بأناة وتمعن. فهما نمطان أو لونان من النثر الأدبي، فقد درج العرب على أن يكتبوا الرسالة في المقصد الكبير، ويلقوا الخطبة في الحدث الجليل. ويمكن القول مع ذلك أن الكتابة انتسجت على منوال الخطابة، وإنه على طريق الخطباء مشى الكتاب، حتى غدت الكتابة آخر الأمر الوريث الشرعي للخطابة.
وما لبث ابن المقفع أن خطا خطوة أخرى في مضمار النثر الأدبي الوليد حين دبج كتابيه الصغيرين «الأدب الصغير»، و«الأدب الكبير»، وهما في واقع الأمر أشبه برسالتين مطولتين، أو هما بتعبير آخر بمنزلة جسر بين الرسالة المحدودة والكتاب النثري الشامل.
أما كتاب «كليلة ودمنة» الذي نقله ابن المقفع إلى العربية من لغة قومه البهلوية، فيعد لبنة أساسية وكبيرة في صرح النثر العربي الزاهر. وهو مثال بارز على ظاهرة تمازج الثقافات ولاسيما بين الآداب الهندية والفارسية والعربية. ومع أن الكتاب أعجمي الأصول وليس من إبداع العرب في معظمه، فقد انتزع إعجاب الأدباء والنقاد، برغم انتمائه إلى وثنية الهنود ومانوية الفرس. فأقاصيص كليلة ودمنة تضع قارئها في جو محبب، تتعانق فيه الحقيقة والخيال، في تآلف معجب شائق،حافل بالطرافة والغرابة، حيث الحيوانات الناطقة تملأ ربوعه وجنباته، بالحركة والحياة. ومن خلال الحديث بين كليلة وأخيه دمنة ينعقد الحوار المعهود، وتتوالى الأقاصيص واحدة في إثر واحدة، آخذاً بعضها برقاب بعض: فالحيوانات هي وحدها الشخصيات التي تدور من حولها الأحداث، ولكن هذه الحيوانات في الوقت نفسه كائنات تمثل البشر، وهو نماذج من الناس تحس وتفكر، وتحب وتبغض، وتنجح وتخفق.. إنها في حقيقة الأمر رموز للناس في خيرهم وشرهم، وقوتهم وضعفهم، وفطنتهم وغبائهم، وسعادتهم وشقائهم.
وإزاء فيض العلوم وازدهار المعارف في ضحى العصر العباسي حفل المجتمع الإسلامي بأعداد وفيرة من العلماء والكتاب والقصاصين والوعاظ والمؤرخين والفقهاء وعلماء الكلام والفلسفة والمفسرين والمشرعين وأعلام الفكر وأنباه التأليف...  واتسعت لذلك كله مناحي القول، ونشط الحوار، وحمي الجدال.
وكان الجاحظ (ت255هـ/868م) أبرز ممثل لهذا الخضم الزاخر على صعيد الفكر الأدبي، وفي مجال الترسل والتأليف. وكتابه «البيان والتبيين» مرآه جلية وأمينة للحياة الأدبية الحافلة عند العرب، بما انطوت عليه من روائع الشعر وبدائع النثر وطرائف الأخبار. وكتابه «البخلاء» صورة متألقة لنماذج بشرية انطوت نفوسها على سمات وملامح برع الجاحظ في سبر أغوارها ورسم معالمها، وتصوير منازعها. وكتابه «الحيوان» نمط طريف بين موضوعات لم تكن معهودة لدى المؤلفين، فعالم الحيوان عالم واسع فسيح الأرجاء اقتحمه الجاحظ مزوداً بثقافة موسوعية عريضة، ونظر فاحص ثاقب، وفكر نقدي ناضج.
وغدا طبيعياً في هذا العصر أن تكون الطوابع الذهنية غالبة في أكثر أنماط الكتابة ومضامينها، لأن النثر أصلاً وعاء العقل، والشعر ترجمان الشعور. فنشطت كتابات العلماء والفلاسفة والفقهاء وكذلك رؤوس الفرق من معتزلة ومرجئة وشيعة، وأيضاً المجوس والزنادقة والملاحدة. وفي غمار هذه الحياة الفكرية الموارة والبيئة الحضارية الحافلة، اشتد الحوار وحمي التناظر واحتدم الجدال، ولاسيما ما دار بصدد قضايا مهمة كالشعوبية والزندقة ومسائل خلق القرآن والجبر والاختيار... وقد اكتسب بعض هذه المناظرات شهرة واسعة وطابعاً حاسماً، كالذي احتدم في أواخر القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي بين الخوارزمي وبديع الزمان.
كذلك امتد هذا المنحى إلى الأدباء والنقاد فظهرت كتب جمة اتخذت من الموازنة بين الشعراء محوراً لها، ككتاب الحسن بن بشر الآمدي (ت371هـ/981م) في «الموازنة بين الطائيين»: أبي تمام والبحتري، وكتاب القاضي الجرجاني (ت392هـ/1001م) في «الوساطة بين المتنبي وخصومه».
واتخذت ظاهرة الموازنة بين أمرين أشكالاً كثيرة وتناولت موضوعات متنوعة،ومنها اهتمام المتكلمين بالموازنة بين مساوئ الديك ومحاسنه، وبين منافع الكلب ومضاره، أو المفاضلة بين الديك والطاووس. وفي خضم هذه الحياة الفكرية بدا أن الحقيقة غدت نسبية وأنه يمكن أن يكون لكل قضية وجهان، وفي كل مسألة قولان، وشاع لدى بعضهم أن يؤيد موضوعاً ويثبته، وأن يدحضه في الوقت نفسه وينقضه، وذلك فيما يشبه المنحى السفسطائي. من ذلك ما ترويه بعض كتب الأدب من أن الخليفة في مجلسه طلب مرة من أحدهم أن يصف له كأساً كانت في يده، فما كان منه إلا أن قال: «أبمدح أو بذم؟»، فقال الخليفة: «صفها بمدح» قال: «تريك القذى وتقيك الأذى» ومضى على هذا الغرار من ذكر محاسنها، وحين طلب إليه أن يصفها بذم، وصفها بقوله: «سريع كسرها، بطيء جبرها» مصوّراً على التو معايبها.
وكان لمثقفي الولاة والوزراء تأثيرهم في إذكاء هذه الروح من تشجيع التباري والتنافس، فالوزير أبو عبد الله العارض يقول للكاتب أبي حيان التوحيدي (ب410هـ/1019م): «أحب أن أسمع كلاماً في مراتب النظم والنثر، وإلى أي حد ينتهيان، وعلى أي شكل يتفقان. وأيهما أجمع للفائدة، وأرجع بالعائدة، وأدخل في الصناعة، وأولى بالبراعة». وقد أورد أبو حيان في كتابه «الإمتاع والمؤانسة» صورة من هذه المفاضلة المسهبة. ولا ريب في أن هذه الحركة الفكرية الدائبة التي اتخذت عهدئذ من النثر وعاء رحيباً لها كانت مبعث اهتمام المناطقة والمتكلمين ومهوى أفئدة الناشئة والمتأدبين.
على أن ارتقاء أساليب النثر في ظل ازدهار الحياة العقلية استتبع تكاثر المصطلحات المستحدثة كالهيولى والصورة والجوهر والعرض والحد والعنصر، والألفاظ الدخيلة مثل الترياق والآيين والاسطقس.. وكان متوقعاً إزاء فيض الأفكار الجديدة والألفاظ الدخيلة والأسماء الغريبة ألا تنطوي بعض النصوص والكتابات على اليسر المعهود، وأن يستغلق فهمها أحياناً على مدارك الكثيرين من أوساط الناس، حين كانت تصدمهم مظاهر التعقيد وملامح الغموض فيما يسمعون ويقرؤون. وكما ضاق البحتري ذرعاً في هذا العصر مزجحدود المنطق وقضايا الذهن في فن الشعر، واستنكر أحد الأعراب ما سمعه في مجلس بعض النحاة فقال ساخراً متعجباً: «أراكم تتكلمون بكلامنا، في كلامنا، بما ليس في كلامنا».
وفي الوقت نفسه إبَّان القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي انبثق في الحياة الأدبية نمط نثري مستحدث عرف بالمقامات، وهو نثر قصصي يغلب عليه التأنق اللفظي والتزيين البديعي ويجنح أحياناً في مضمونه إلى السخرية والدعابة، ويمكن القول إن هذا الفن ولد كاملاً بفضل موهبة الناثر القدير بديع الزمان الهمذاني (ت398هـ/1007م)، فهو في مقامته المسماة «البغدادية» يسوق الحكاية على لسان الراوية الموهوم الذي اخترع شخصيته وأطلق عليه اسم عيسى بن هشام وقد يسند إليه أحياناً دور البطل بالإضافة إلى ذلك كما في مقامته البغدادية: «اشتهيت الازاد وأنا ببغداد، وليس معي عقد على نقد. فخرجت أنتهز محاله، حتى أحلني الكرخ. فإذا أنا بسوادي يسوق بالجهد حماره، ويطرز بالعقد إزاره. فقلت: ظفرنا والله بصيد. وحياك الله أبا زيد...».
ومثل هذا النمط الشائق من فنون القول استهوى شباب ذلك الجيل، إذ وجدوا فيه مذاقاً طريفاً ينطوي على المرح والهزل، ويبتعد عن الرصانة والجهد. كما وجدوا في أسلوبه صياغة جميلة ترضي نزوعهم إلى التأنق اللفظي والزخرفة الأسلوبية. وهذا ما حفز ناثراً بارزاً آخر بعد ذلك على المضي قدماً في ممارسة هذا الفن النثري وهو القاسم بني علي الحريري (ت516هـ/1222م) ولكنه تمادى في اصطياد السجع وسائر المحسنات البديعية إلى حد التصنع والتكلف. كما أن مقاماته قصرت عن المقامات السالفة، لأن منشئها لم يكن يضارع بديع الزمان في موهبته، فأتت مقاماته قليلة الرونق أشبه بمتون لغوية مسجوعة.
خصائص النثر الفنية: وعلى صعيد الأسلوب في نثر العصر العباسي فقد اغتنت ملامحه وتنوعت أنماطه. فقوام التعبير عند ابن المقفع مشاكلة اللفظ للمعنى، مع توخي الاقتصاد في الألفاظ والوضوح في المعاني إذ البلاغة عنده «هي التي إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها»، فكان همه جلاء الفكرة وإيصال المعنى، ولهذا لم يكن يلوي على صنعة أو تنمق ولا وشي أو تزيين. غير أن السنين التي أعقبت ذلك حملت مع التعقيد الحضاري ما يوازيه من التعقيد الأسلوبي، على غرار ما كان أيضاً من حال الشعر، فطالت العبارة لتكون أقدر على استيعاب الفكرة، وحل الإطناب في القول محل الإيجاز المعهود. وحرص الكتاب على أن تتسربل جملهم فيما بينها بإيقاع الازدواج أو التوازن، من مثل ما جنح إليه سهل بن هارون (ت215هـ/830م) والجاحظ، أول الأمر، ثم ما زاد فيه أبو حيان التوحيدي، وما استكثر منه ابن العميد (ت360هـ/830م)، والصاحب ابن عباد (ت385هـ/995م).
ثم مضى الناثرون على هذا الصعيد من تدبيج كتاباتهم والتأنق في عباراتهم إلى المدى الأقصى، وذلك في أواخر القرن الرابع الهجري، وما تلاه من قرون. فجدّوا في طلب الزخرفة والتنميق. ولم يقتصر طلب السجع والزخرف على أصحاب المقامات بل كاد يشمل ذلك معظم الأدباء والناثرين. وقلما نأى كاتب منشيء في العهود العباسية المتأخرة عن هذه المظاهر التزيينية في النثر العربي. فأبو العلاء المعري في كتابه «الفصول والغايات» الذي كاد يقصره على مناجاة الخالق بعبارات طافحة بالغرابة اللفظية ومثقلة بالسجع الممجوج: «أقسم بخالق الخيل، والعيس الواجفة بالرحيل، تطلب بموطن جليل، والريح لهابة بليل، بين السوط ومطامع سهيل، إن الكافر لطويل الويل، وإن القمر لمكفوف الذيل، شعر النابغة وهذيل، وغناء الطير على الغيل...».
ولم يحل القرن السادس الهجري حتى غلب التصنع على النثر العربي وبسط طابعه على معظم النتاج الأدبي في ذلك العصر. ولعل ما يبعث على الرضى أن بعض أنماط الكتابة النثرية لم تنجرف مع هذا المد التعبيري المتكلف، بل ظلت بريئة إلى حد بعيد من معظم هذه القيود اللفظية والزخارف البديعية، إلا قليلاًَ من السجع بين الألفاظ وبعضاً من التوازن بين الجمل فحافظت كتب المؤلفين ومصنفات العلماء بالإجمال على الأسلوب المرسل ولاسيما مؤلفات النقد الأدبي والتراجم والتاريخ وتقويم البلدان ونحوها. وخير مثال على هذا الترسل ما كتبه أبو الفرج الأصفهاني وعبد القاهر الجرجاني... وامتد هذا المنحى النثري المطلق إلى ما بعد العصر العباسي، وتجلى في نثر ابن خلدون وأمثاله من أصحاب الأسلوب المرسل.