الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

تصنيف اللغة العربية

اللغة العربية هي واحدة من اللغات السامية الوسطى والتي تتفرع من مجموعة اللغات الإفريقية الاسيوية ، حيث تضم مجموعة اللغات السامية عدة حضارات ، مثل حضارة الهلال الخصيب القديمة كالاكادية والكنعانية والارامية واللغة السيهدية في جنوب الجزيرة العربية ، بالإضافة غلى اللغات العربية الشمالية القديمة ، وبعضا من لغات القرن الافريقي مثل اللغة الامهرية ، وتعتبر اللغة العربية من أحدث اللغات السامية تاريخيا إلا أن البعض يصنفونها بأنها اللغة السامية الأم التي انطلقت منها باقي اللغات السامية الأخرى وذلك يعود إلى أن اللغة لم تتعرض إلى الاختلاط كونها كانت تقتصر على جزيرة العرب ، مثل باقي اللغات .

القاب اللغة العربية

لقب اللغة العربية بعدة ألقاب لعل أشهرها وأفضلها ” لغة القرآن ” ، وهي سميت بهذا الاسم لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية . أما اللقب الثاني للغة العربية هو ” لغة الضاد ” وقد تم تسميتها بهذا الاسم من قبل العرب حيث أن حرف الضاد لا نجده في أي لغة أخرى غير اللغة العربية ، ولكن الكثير منا يعتقد بأن الضاد المقصودة هنا هي الضاد التي تنطق كدال مفخمة ، ولكن في الحقيقة الضاد العربية القديمة المقصودة هي التي تنطق بمزيج من حرف الظاء واللام ولأن الظاء ينطق ذال مفخخة تم تحويلها لاحقا إلى داخل مفخخة فأصبحت الدال المفخخة هي الضاد الحديثة التي تستخدم حاليا ولكن هذه الضاد نجدها في لغات كثيرة بعكس الضاد العربية القديمة التي تحدث عنها المتنبي في شعره القائل ” وبهم فخر كل من نطق الضاد … وعوذ الجاني وعوث الطريد .

أقسام اللغة عبر التاريخ

قسمت اللغة العربية من قبل علماء الاثار إلى قسمين ، العربية الجنوبية القديمة والتي تضم اللغة البئية والقتبانية والحضرمية والمعينية ، والقسم الآخر هو العربية لاشمالية القديمة والتي تضم الحسائية والصفائية والحيانية والديدانية والثمودية والتيمائية ، وقد كان العرب في الجنوب يستخدمون حرف النون كأداة للتعريف وكانوا يضعونه في آخر الكلمة ، أما العرب في الشمال فقد كانوا يستخدمون حرف الهاء كأداة تعريفية ، وقد كانت تتميز العربية الفصحى عن غيرها هو استخدام أداة “ال” التعريف .
كما تم تصنيف اللغة العربية إلى ثلاثة أصناف رئيسية وهي العربية التقليدية ، والعربية الرسمية ، والعربية المنطوقة بالعامية ، وتعتبر العربية التقليدية هي التي ورد شكلها حرفيا بنصوص القرآن الكريم ولذلك تم تسميتها أيضا بالعربية القرآنية وتستخدم فقط في المؤسسات الدينية وفي التعليم في بعض الأحيان ، أما اللغة الرسمية وهي التي تستخدم في الوطن العربي بالأدب وفي المؤسسات الأخرى الغير دينية ، أما اللغة العامية هي التي يتحدث بها غالبية العرب بلهجتهم الخاصة والتي تختلف منطقة إلى أخرى .

تاريخ اللغة العربية


اختلف المؤرخون حول أصل اللغة العربية ، فالبعض يعتبرها بأنها أقدم من وجود العرب أنفسهم ، حيث أنهم رجحوا بأنها لغة آدم عليه السلام في الجنة ، وهناك أقاويل أخرى تقول بأن أول من تكلم العربية هم قبيلة يعرب بن قحطان ، واقاويل تقول ايضا بأن سيدنا اسماعيل عليه السلام هو أول من نطق بالعربية ، ولكن لا يوجد أي براهين تثبت أيا من هذه الأقاويل ، حيث أن قبيلة يعرب بن قحطان كان يفترض بأنها تتحدث عربية أخرى لها قواعد مختلفة عن اللغة العربية الأصلية ، وقد تم العثور على أماكن في شمال شبه الجزيرة العربية يوجد عليها كتابات قديمة بعدة لغات متباينة ومختلفة عن اللغة العربية التي وردت في القرآن الكريم أو في الشعر الجاهلي ، ولذلك تم اعتبار لغة القرآن الكريم هي أصل اللغة العربية على الرغم من أن هذه اللغات التي أقدم من لغة القرآن الكريم .وهناك أيضا البعض يعتبر بأن اللغة العربية نشأت في قوم قريش خاصة بأن أقدم النصوص التي توفرت باللغة العربية هي نصوص القرآن الكريم والنبي محمد عليه الصلاة والسلام ، وأول دعوته كانت باللغة العربية وهذا الرأي هو السائد عند أغلب اللغويين العرب القدامى .وفي آراءا أخرى تقول بأن اللهجة العربية طورت في مملكة كندة في القرن السادس الميلادي بعد اهتمام الملوك بالشعراء الذين أصبحوا يتنافسون فيما بينهم مما أدى إلى توحيد اللهجة الشعرية ، وهؤلاء الشعراء هم أقدم من قوم قريش ، وهناك بعض المستشرقين الذين أيدوا هذا الرأي وأطلقوا على هذه اللغة وقتها باللغة العالية ، أي اللغة الشعرية الخاصة باللهجات المحلية حيث وجدوا بأنها لغة رفيعة تظهر مدى ثقافة الشاعر أمام الملك ، وعلى الرغم من هذا الراي إلا أنه كان الرأي السائد هو اعتبار اللغة العربية هي لغة قريش خاصة أن الشعر الجاهلي تم تدوينه فعليا بعد الإسلام ولا يوجد أي نسخ أصلية أو قصائد جاهلية يحدد بها التاريخ الدقيق لها .