السبت، 15 أكتوبر 2016

قصة الملك الفارس عبد يغوث بن صلاة من بني الحارث بن كعب

هو عبد يغوث بن الحارث بن صلاءة ( صلاة ) وقال الكلبي بن المغفل أنه بن ربيعة بن كعب بن الارت بن ربيعة الحارث بن بن كعب بن الحارث بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
من الشعراء المقلين وممن إشتهر بالفروسية والجمال والكرم والشجاعة والسيادة في قومه ،أنه القائد والملك والفارس عبد يغوث بن صلاة من بلحارث بن كعب ، ، يعد هذا الفارس أعظم الملوك الذين حكموا نجران وليس ذلك فحسب وإنما من أعظم ملوك الجزيرة العربية ، لقب عبد يغوث بالعديد من الألقاب الشهيرة من أعظمها شيخ العرب ، ولم يلقب عبد يغوث بهذا اللقب عبثاً بل بعد معركة إنتصر فيها ، على تلك القبيلة التي أرادت أن تطيح بقريش وتلاشي سيادتها وكادت أن تفعل ذلك لولا الله ، ثم تدخل جيش جرار قاده عبد يغوث ، وكان عبارة عن همدان ومذحج التي ينتمي إليها فارسنا العظيم ( والعظمة لله ) .
ولكن سرعان ما اتجه عبد يغوث إلى هؤلاء و أطاح بهم ، وبذلك لقب بشيخ العرب ، وكذلك لقبت قبائل قحطان بذلك اللقب ( شيوخ العرب ) . وقد قيل عنه المقوله المشهورة ( كأنه من قريش و أخواله بني عبد المدان ) . وقيل ذلك كناية لشجاعته وجماله ، حيث يعلم الجميع ويقر بأن قريش التي يرجع إليها نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة ،هم مثال للشجاعة والفروسية والجمال والكرم والحنكة و حسن القيادة والسيادة
وكان عبد يغوث ذلك الفارس الذي إتصف بالفروسية وحسن القيادة وحبه لقبيلته و دفاعه عن الجيش الذي يقوده ، وكذلك إشتهر بقوته وشدة قبضته التي أدت إلى مصرع العديد من القادة الذين أرادوا محاربته ، فقد كانت نجران محط أنظار القبائل الأخرى سواء كانت قريبة ، أو بعيدة ، ولا نلومهم فقد كــــــانت نجــــــــران جنـــــة الله على أرضه ، فقد كان نهـــــر لار يشق نجران متجهاً إلى ( الخليج العربي ) ، و لكن كانت قبيلة بلحارث وحلفاؤها درعاً شائكاً ، ضد من أراد ، نزع نجران من قبضة ملوك نجران. وخصوصاً في زمن حكم عبد يغوث الذي يخشى مواجهته الفرسان ، كان فارسنا الذي أتكلم عنه من الفرسان الذين يعشقون صهيل الخيول ، و رؤية الشرار التي تتناثر من سيوف المتبارزين ومن رماحهم . كان من ضمن فرسان بني الحارث ومذحج بشكل عام ، يغزون أواسط نجد ، وهذا شيء خيالي ومن الخوارق في وقت لا توجد فيه طيارات ولا سيارات ( الآلاف من الكيلومترات )وهذا دليل على سطوة ملك بلحارث وقوتهم ، وقد اتخذوا من تثليث قاعدة أمامية لهم ، و من نجران عاصمة لهم
و قد جهز جيشاً عظيماً ( في يوم الكلاب الثاني ) ضد بني تميم ، لدرجة أن الإخباريون قالوا بأنه أعظم جيش عرفته العرب حيث كان عدده إثني عشر ألف مقاتل ، وقد كان مكون من قبيلة مذحج وقبيلة كنده ( وهي قبيلة الملك حجر والد الشاعر إمرؤ القيس ) وقبيلة همدان ، وكان يقوده فارسنا الكبير عبد يغوث على الرغم من وجود ملك كندة وملك همدان إلا أنه الأحق بالقيادة والأكفأ لها ، وقد كان بجواره الملك يزيد بن عبد المدان الذي أخذ الملك بعده و يزيد بن المخرم ، ويزيد بن الكيشم بن المأمون ، و يزيد بن هوبر وهم كلهم حارثيون
و اتجه الفارس عبد يغوث بجيشه إلى بني تميم وانطلق قوم من تميم إلى أكثم بن صيفي و أرادوا مشاورته فقال لهم ( أقلوا الخلاف على أمرانكم ، واعلمو أن كثرة الصيح من الفشل ، يا قوم اثبتوا فإن أحزم الحزبين الركين ) ولما انصرفوا من عنده هجم جيش عبد يغوث وحلفاؤه ، وبدأت المعركة ، و كانت الغلبة في بداية الأمر لمذحج وحلفاؤها ، فقد سقطت العديد من جماجم بني تميم تحت سيوف ورماح مذحج وحلفاؤها ، وكان عبد يغوث ينادي لمبارزة النعمان بن جساس الذي كان يقود تميم ، إلا أنهم أعلنوا مقتله في تلك المعركة على أحد فرسان مذحج وربما أصيب بسهم أو رمح ، وقيل أن النعمان بن جساس أصيب بحربة من أحد فرسان جيش عبد يغوث ، وهو يقول خُذها وأنا ابنُ الحنظلية! فخر النعمان صريعاً .
عموماً بعد إعلان مقتل قائد تميم تحولت موازين المعركة ، فبعد سيطرة أهل نجران وحلفاؤها على المعركة و إعلان مقتل قائد تميم زاد غضب بني تميم ، وتحولت المعركة لصالحهم وصاح قيس بن عاصم المنقري من تميم ( يا قوم لا تقتلوا إلا فارساً واحداً فإن الرجالة لكم ) ويريد من قوله ( عبد يغوث ) .
وكما أسلفت انقبت موازين المعركة و واجه عبد يغوث رجل أهوج(مجنون) من تميم وطلب من عبد يغوث مبارزته ولكن عبد يغوث يتجاهله فإذا برمح من الأهوج ، يطيح بفرس عبد يغوث قائد مذحج وحلفاؤها ، وأسر في تلك المعركة ، وعمدوا لإهانته ، وخافت تميم من أن يهجوهم بشعره ، فربطوا لسانه ، ووعدهم بأن لا يهجوهم ، ويفكوا لسانه ، فقال أبيات حزينة في الرثاءوقد اتفق الادباء على أنها أصدق ما قيل في الرثاء ، بالاضافة إلى قصيدة طرفة بن العبد فقط وقد ذكرت هذه الابيات في كتاب يسمى رثاء النفس للمؤلف حسين علي محمد عموماً هذه الأبيات الحزينة التي أنشده الملك عبد يغوث ، ينوح فيها نفسه ويذم أصحابه ، و في ذلك الوقت رأته أم العبشمي الأهوج الذي أسره .
وقالت أم الأهوج الرجل الذي أسره وقد رأته عظيما جميلا جسيما : من أنت ؟ قال: أنا سيد القوم
فضحكت وقالت : قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج .
فرد عليها عبد يغوث :وتضحك مني شيخة عبشــــمية=كأن لم تري قبلي أسيرا ً يما نيا
ثم قال لها : أيتها العزيزة ، هل لك إلى خير؟ قالت : وما ذاك ؟ قال : أعطي ابنك مئة من الإبل وينطلق بي إلى الأهتم فإني أتخوف أن تنتزعني سعد والرباب منه . فضمن له مئة من الإبل ، قبضها العبشمي وانطلق إلى الأهتم فقال عبد يغوث :
أأهــــــــــــــــتم يا خير البريــة والـدا ً      ورهطا ً إذا ما الناس عدُّوا المساعيــــا
تدارك أسيرا ًعانيـــــــــــاً في بلادكـم      ولا تثقفني التـــــيم ألقــــى الـــدواهيـــــا

ولكنهم خدعوه فأخذوا الإبل ولم يطلقوا سراحه ، فطلب منهم أن يقتلوه قتل الكريم بحيث يقطعون وريده ويعطوه خمراً ويدعوا دمه ينزف حتى الموت ،
وأنشد أبياتاً تعد أجمل ما قيل في رثاء النفس وتعد قصيدته التي سأذكرها وقصيدة طرفة بن العبد أجمل قصديتين على الاطلاق وقد ذكرت في العديد من الكتب ومن أشهرها الكتاب الذي ذكرته آنفاً فقد أنشد الملك الفارس أبيات حزينة يقول فيها :
أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفى اللَّوْمَ مـا بِيَـــــــــــــا        وما لَكُما في اللَّوْم خَيْـرٌ ولا لِيَــــــــــا
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُهـا قليــــــــــــل ٌ         ،وما لَوْمِـي أَخِـي مِـن شِمَالِيَـــــــــــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق